روضة الجنة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الجنة

منتديات روضة الجنة السلفية
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 [color=cyan][b][i]الدرر الروحية من زخائر شيخ الإسلام ابن تيمية [/i][/b][/color]

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابوعبدالرحمن السلفي
مشرف
مشرف



ذكر عدد الرسائل : 95
تاريخ التسجيل : 26/09/2008

[color=cyan][b][i]الدرر الروحية من زخائر شيخ الإسلام ابن تيمية [/i][/b][/color] Empty
مُساهمةموضوع: [color=cyan][b][i]الدرر الروحية من زخائر شيخ الإسلام ابن تيمية [/i][/b][/color]   [color=cyan][b][i]الدرر الروحية من زخائر شيخ الإسلام ابن تيمية [/i][/b][/color] I_icon_minitimeالإثنين 27 أكتوبر - 14:45

[bومن أجمل كلمات شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - ما نقله عنه تلميذه الإمام ابن القيم - طيب الله ثراه - في كتاب الوابل الصيب فقال :
( وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية - قدس الله روحه - يقول : إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لا يدخل جنة الآخرة.
وقال لي مرة : ما يصنع أعدائي بي ؟ ؟ أنا جنتي وبستاني في صدري ، إن رحت فهي معي لا تفارقني ، إن حبسي خلوة ، وقتلي شهادة ، وإخراجي من بلدي سياحة .
وكان يقول في محبسه في القلعة : لو بذلت ملء هذه القاعة ذهبا ما عدل عندي شكر هذه النعمة - أو قال : - ما جزيتهم على ما تسببوا لي فيه من الخير ونحو هذا .
وكان يقول في سجوده - وهو محبوس - : اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ، ما شاء الله.
وقال لي مرة : المحبوس من حبس قلبه عن ربه - تعالى - ، والمأسور من أسره هواه .
ولما دخل إلى القلعة وصار داخل سورها نظر إليه، وقال : فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَاب (الحديد : 13) ) ا.هـ
الوابل الصيب (الفائدة الرابعة والثلاثون ) صـ (1/ 104) .
]رِسَالَةٌ مِنْ شَيْخِ الْإِسْلَامِ - قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ - إلَى أَصْحَابِهِ وَهُوَ فِي حَبْسِ الإسكندرية قَالَ :
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (الضحى:11) ،
وَاَلَّذِي أُعَرِّفُ بِهِ الْجَمَاعَةَ - أَحْسَنَ اللَّهُ إلَيْهِمْ فِي الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَأَتَمَّ عَلَيْهِمْ نِعْمَتَهُ الظَّاهِرَةَ وَالْبَاطِنَةَ -؛
فَإِنِّي - وَاَللَّهِ الْعَظِيمِ الَّذِي لَا إلَهَ إلَّا هُوَ - فِي نِعَمٍ مِنْ اللَّهِ مَا رَأَيْت مِثْلَهَا فِي عُمْرِي كُلِّهِ ،
وَقَدْ فَتَحَ اللَّهُ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - مِنْ أَبْوَابِ فَضْلِهِ ، وَنِعْمَتِهِ ، وَخَزَائِنِ جُودِهِ ، وَرَحْمَتِهِ مَا لَمْ يَكُنْ بِالْبَالِ ؛ وَلَا يَدُورُ فِي الْخَيَالِ مَا يَصِلُ الطَّرْفُ إلَيْهَا يَسَّرَهَا اللَّهُ - تَعَالَى - حَتَّى صَارَتْ مَقَاعِد.َ
وَهَذَا يَعْرِفُ بَعْضَهَا بِالذَّوْقِ مَنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْ مَعْرِفَةِ اللَّهِ ، وَتَوْحِيدِهِ ، وَحَقَائِقِ الْإِيمَانِ ، وَمَا هُوَ مَطْلُوبُ الْأَوَّلِينَ والآخرين مِنْ الْعِلْمِ وَالْإِيمَانِ .
فَإِنَّ اللَّذَّةَ وَالْفَرْحَةَ وَالسُّرُورَ وَطِيبَ الْوَقْتِ وَالنَّعِيمَ الَّذِي لَا يُمْكِنُ التَّعْبِيرُ عَنْهُ إنَّمَا هُوَ فِي مَعْرِفَةِ اللَّهِ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - ، وَتَوْحِيدِهِ ، وَالْإِيمَانِ بِهِ ، وَانْفِتَاحِ الْحَقَائِقِ الْإِيمَانِيَّةِ وَالْمَعَارِفِ الْقُرْآنِيَّةِ ،
كَمَا قَالَ بَعْضُ الشُّيُوخِ : لَقَدْ كُنْت فِي حَالٍ أَقُولُ فِيهَا : إنْ كَانَ أَهْلُ الْجَنَّةِ فِي هَذِهِ الْحَالِ إنَّهُمْ لَفِي عَيْشٍ طَيِّبٍ .
وَقَالَ آخَرُ : لَتَمُرُّ عَلَى الْقَلْبِ أَوْقَاتٌ يَرْقُصُ فِيهَا طَرَبًا ، وَلَيْسَ فِي الدُّنْيَا نَعِيمٌ يُشْبِهُ نَعِيمَ الْآخِرَةِ إلَّا نَعِيمَ الْإِيمَانِ وَالْمَعْرِفَةِ .
"مجموع الفتاوى" (28/ 30، 31
ا--------------------------------------------------------------------------------

قال ابن القيم - رحمه الله -:
سمعت شيخ الإسلام تقي الدين بن تيمية - قدس الله روحه - يقول:
" كيف يطلب الدليل على من هو دليل على كل شيء؟! "
وكان كثيرا ما يتمثل بهذا البيت...
وكيف يصح في الأذهان شيء * إذا احتاج النهار إلى دليل
مدارج السالكين (1/60).

قال ابن تيمية رحمه الله:
كل من أحب شيئا لغير الله فلا بد أن يضره محبوبه، إن فقد عذب بالفراق وتألم، وإن وُجد فإنه يحصل له من الألم أكثر مما يحصل له من اللذة، وهذا أمر معلوم بالاعتبار والاستقراء.
(الفتاوى 1/ 28-29)
اتباع الهوى ..
قال ابن تيمية رحمه الله: زلت أقدام كثير من السالكين، لأنهم عبدوا الله على مرادهم منه، ففنوا بمرادهم عن مراد الحق عز وجل، ولو عبدوا الله على مراده منهم لم ينلهم شيء من ذلك.
(الفتاوى 1/ 90).
خصائص هذه الأمة ..
قال ابن تيمية رحمه الله:
1ـ جعل أمته خير أمة أُخرجت للناس.
2ـ أكمل لهم دينهم وأتمَّ عليهم نعمه، ورضي لهم الإسلام ديناً.
3ـ وأظهره على الدين كله إظهاراً بالنُصرة والتمكين، وإظهاراً بالحجة والتمكين.
4ـ وجعل فيهم علماءهم ورثة الأنبياء، يقومون مقامهم في تبليغ ما أًنزل من الكتاب.
5ـ وجعل فيهم طائفة منصورة لا يزالون ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم.
6ـ وحفظ لهم الذّكر الذي أنزله من الكتاب المكنون.
7ـ وخصّهم بالرواية والإسناد، الذي يميزُ به بين الصدق والكذب الجهابذة النقّاد.
(الفتاوى 1/ 2 ـ 3)
لذّة المناجاة ..
قال ابن تيمة رحمه الله:
ونظيره في الدنيا من نَزل به بلاء عظيم أو فاقة شديدة أو خوف مقلق، فجعل يدعو الله ويتضرع إليه، حتى فَتح له من لذّة مناجاته ما كان أحبَّ إليه من تلك الحاجة التي قصدها أوّلاً، ولكنه لم يكن يعرف ذلك أوّلاً حتى يطلبه ويشتاق إليه .
(الفتاوى 1/ 28).
الحاجة للناس منقصة ..
قال ابن تيمة رحمه الله:
ومتى احتجت إليهم ـ أي إلى الناس ـ ولو في شربة ماء، نقص قدرك عندهم بقدر حاجتك إليهم .
(الفتاوى 1/ 39).
كيف تكون سعيداً في معاملة الخلق؟
قال ابن تيمية رحمه الله:
والسعادة في معاملة الخلق: أن تعاملهم لله، فترجو الله فيهم ولا ترجوهم في الله، وتخافه فيهم ولا تخافهم في الله، وتحسن إليهم رجاء ثواب الله لا لمكافأتهم، وتكف عن ظلمهم خوفاً من الله لا منهم ..." .
(الفتاوى 1/ 51).
ما اشتملت عليه سورة الأعراف ..
قال ابن تيمية رحمه الله:
سورة الأعراف المشتملة على:
1. أصول الدين .
2. الاعتصام بالكتاب .
3. ذم الذين شرّعوا من الدين ما لم يأذن به الله، أو خالفوا ما شرعه الله من أمور دينهم .
4. مخالفي الرسل من قوم نوح إلى قوم فرعون .
5. والذين بدّلوا الكتاب من أهل الكتاب .
(الفتاوى 1/ 86).
كيف تكون مخلصاً ؟
قال ابن تيمية رحمه الله:
لا يحصل الإخلاص إلا بعد الزهد، ولا زهد إلا بتقوى، والتقوى متابعة الأمر والنهي .
(الفتاوى 1/ 94).
فعل الأسباب ..
قال ابن تيمية رحمه الله: الالتفات إلى الأسباب شرك في التوحيد، ومَحْو الأسباب أن تكون أسباباً نَقصٌ في العقل، والإعراض عن الأسباب بالكلية قدحٌ في الشرع .
(الفتاوى 1/ 131).
ينبغي معرفة أمور في الأسباب ..
قال ابن تيمية رحمه الله:
ينبغي أن يعرف في الأسباب ثلاثة أمور:
1. أن السبب المعين لا يستقل بالمطلوب، بل لا بُدَّ معه من أسباب أُخر، ومع هذا فلها موانع، فإذا لم يكمل الله الأسباب ويدفع الموانع، لم يحصل المقصود .
2. أن لا يجوز أن يعتقد أن الشيء سبب إلا بعلم، فمن أثبت شيئاً سبباً بلا علم أو يخالف الشرع، كان مبطلاً .
3. أن الأعمال الدينية لا يجوز أن يتخذ منها شيء سبباً إلا أن تكون مشروعة، فإن العبادات مبناها على التوقيف .
(الفتاوى 1/ 137-138).
الغي والضلال ..
قال ابن تيمية رحمه الله: الغي اتباع الهوى، والضلال عدم الهدى .
(الفتاوى 1/ 198)

رسالة شيخ الإسلام ابن تيمية إلى والدته: يعتذر فيها عن إقامته بمصر، لأنه يرى ذلك أمرا ضروريا لتعليم الناس


قال رحمه الله:

من أحمد بن تيمية إ لى الوالدة السعيدة، أقر الله عينها بنعمه وأسبغ عليها جزيل كرمه، وجعلها من خيار إمائه وخدمه. سلام عليكم، ورحمة الله وبركاته وبعد:
فإنا نحمد اليكم الله الذي لا إله إلا هو، وهو للحمد أهل ، وهو على كل شيئ قدير. ونسأله أن يصلي على خاتم النبيين، وإمام المتقين محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم تسليما.
كتابي اليكم عن نعم من الله عظيمة، ومنن كريمة وآلاء جسيمة، نشكر الله عليها، ونسأله المزيد من فضله ، ونعم الله كلما جاءت في نمو وازدياد، وأياديه جلت عن التعداد .
وتعلمون أن مقامنا الساعة في هذه البلاد، إنما هو لأمور ضرورية، متى أهملناها فسد علينا أمر الدين والدنيا، ولسنا والله مختارين للبعد عنكم، ولو حملتنا الطيور لسرنا إليكم، ولكن الغائب عذره معه. وأنتم لو اطلعتم على باطن الأمور فإنكم- ولله الحمد- ما تختارون الساعة إلا ذلك، ولم نعزم على الإقامة والاستيطان شهرا واحدا، بل كل يوم نستخير الله لنا ولكم، وادعوا لنا بالخيرة. فنسأل الله العظيم أن يخير لنا ولكم وللمسلمين ما فيه الخيرة في خير وعافية.
ومع هذا فقد فتح الله من أبواب الخير والرحمة والهداية والبركة، ما لم يكن يخطر بالبال ولا يدور في الخيال. ونحن في كل وقت مهمومون بالسفر، مستخيرون الله سبحانه وتعالى،فلا يظن الظان أنا نؤثر على قربكم شيئا من أمور الدنيا ، بل ولا نؤثر من أمور الدين ما يكون قربكم أرجح منه، ولكن ثم أمور كبار نخاف الضرر الخاص والعام من إهمالها ، والشاهد يرى مالا يرى الغائب.
والمطلوب كثرة الدعاء بالخيرة، فإن الله يعلم ولا نعلم، ويقدر ولا نقدر، وهو علام الغيوب. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :
(من سعادة ابن آدم استخارته الله ورضاه بما يقسم الله له، ومن شقاوة ابن آدم ترك استخارته الله، وسخطه بما يقسم له ).
والتاجر يكون مسافرا فيخاف ضياع بعض ماله، فيحتاج أن يقيم حتى يستوفيه، وما نحن فيه أمر يجل عن الوصف، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، كثيرا كثيرا، وعلى سائر من في البيت من الكبار والصغار، وسائر الجيران والأهل و الأصحاب واحدا، واحدا،
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد واله وصحبه وسلم تسليما.
) أ.هـ مجموع الفتاوى ( 28 / 31 ، 32 )
.

قال شيخ الإسلام - طيب الله ثراه - :
( والمقصود هنا أن السعادة التي هي كمال البهجة والسرور واللذة ليس هي نفس العلم ، ولا تحصل بمجرد العلم ، بل العلم شرط فيها ، بل لا بد من العلم بالله ، وبأمره ، كما قال النبي في الحديث المتفق على صحته : ( مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِى الدِّينِ ) .
فكل من أراد الله به خيرًا ، فلا بد أن يفقهه في الدين ، فمن لم يفقهه في الدين لم يرد به خيرًا ، وليس كل من فقهه في الدين قد أراد به خيرًا ، بل لا بد مع الفقه في الدين من العمل به ، فالفقه في الدين شرط في حصول الفلاح ، فلا بد من معرفة الرب - تعالى - ، ولا بد مع معرفته من عبادته ،
والنعيم واللذة حاصل بذلك ، لا أنه هو ذلك ) ا.هـ

( الصفدية ) ( 2/ 266 )


قَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ أَحْمَدُ ابْنُ تيمية - قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ - :
وَمِمَّا يَجِبُ أَنْ يُعْلَمَ أَنَّهُ : لَا يَسُوغُ فِي الْعَقْلِ وَلَا الدِّينِ طَلَبُ رِضَا الْمَخْلُوقِينَ لِوَجْهَيْنِ :
( أَحَدُهُمَا ) : أَنَّ هَذَا غَيْرُ مُمْكِنٍ .
كَمَا قَالَ الشَّافِعِيُّ : رِضَا النَّاسِ غَايَةٌ لَا تُدْرَكُ .
فَعَلَيْك بِالْأَمْرِ الَّذِي يُصْلِحُك فَالْزَمْهُ وَدَعْ مَا سِوَاهُ وَلَا تُعَانِهِ .
وَ (الثَّانِي ) : أَنَّا مَأْمُورُونَ بِأَنْ نَتَحَرَّى رِضَا اللَّهِ وَرَسُولِهِ .
كَمَا قَالَ - تَعَالَى - : وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ
وَعَلَيْنَا أَنْ نَخَافَ اللَّهَ ؛ فَلَا نَخَافُ أَحَدًا إلَّا اللَّهَ ،
كَمَا قَالَ - تَعَالَى - : فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ .
وَقَالَ : فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ .
وَقَالَ : فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ .
فَعَلَيْنَا أَنْ نَخَافَ اللَّهَ وَنَتَّقِيَهُ فِي النَّاسِ :
فَلَا نَظْلِمَهُمْ بِقُلُوبِنَا وَلَا جَوَارِحِنَا ،
وَنُؤَدِّيَ إلَيْهِمْ حُقُوقَهُمْ بِقُلُوبِنَا وَجَوَارِحِنَا ،
وَلَا نَخَافَهُمْ فِي اللَّهِ ؛ فَنَتْرُكَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَرَسُولُهُ خِيفَةً مِنْهُمْ .
وَمَنْ لَزِمَ هَذِهِ الطَّرِيقَةَ كَانَتْ الْعَاقِبَةُ لَهُ كَمَا كَتَبَتْ عَائِشَةُ إلَى مُعَاوِيَةَ :
" أَمَّا بَعْدُ :
فَإِنَّهُ مَنْ الْتَمَسَ رِضَا النَّاسِ بِسَخَطِ اللَّهِ ؛ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِ ، وَأَسْخَطَ عَلَيْهِ النَّاسَ ، وَعَادَ حَامِدُهُ مِنْ النَّاسِ ذَامًّا ،
وَمَنْ الْتَمَسَ رِضَا اللَّهِ بِسَخَطِ النَّاسِ ؛ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَأَرْضَى عَنْهُ النَّاسَ " .
فَالْمُؤْمِنُ لَا تَكُونُ فِكْرَتُهُ وَقَصْدُهُ إلَّا رِضَا رَبِّهِ وَاجْتِنَابَ سَخَطِهِ وَالْعَاقِبَةُ لَهُ ،
وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاَللَّهِ .
ا.هـ
مجموع الفتاوي ( 3 / 232 ، 233 )
قال الإمام ابن القيم - طيب الله ثراه - :
( ... ولقد شاهدت من شيخ الإسلام ابن تيمية - قدس الله روحه - من ذلك أمرا لم أشاهده من غيره .
وكان يقول كثيراً :
ما لي شيء ، ولا منّي شيء ، ولا فيَّ شيء .
وكان كثيرا ما يتمثل بهذا البيت :

أنا المكدّى وابن المكدّى وهكذا كان أبي وجدي

وكان إذا أثنى عليه في وجهه يقول :
والله إني إلى الآن أجدِّد إسلامي كل وقت ، وما أسلمت بعد إسلاماً جيداً .
وبعث إليَّ في آخر عمره قاعدة في التفسير بخطِّه ، وعلى ظهرها أبياتٌ بخطه من نظمه :

أنا الفقير إلى رب البريَّـات أنا المُسَيْكينُ فى مجموع حالاتـي
أنا الظلوم لنفسى وهي ظالمتي والخير إن يأتنا من عنده ياتـي
لا أستطيع لنفسى جلب منفعة ولا عن النفس لى دفع المضراتِ
وليس لي دونه مولى يدبرني ولا شفيع إذا حاطت خطيئاتـي
إلا بإذن من الرحمن خالقنـا إلى الشفيع كما جاء في الآيـاتِ
ولست أملك شيئاً دونه أبداً ولا شـريك أنا فى بعض ذراتِ
ولا ظهير له كي يستعيـن به كما يكون لأربـاب الولايـات
والفقر لي وصف ذاتٍ لازمٌ أبداً كما الغنى أبداً وصفٌ له ذاتي
وهذه الحال حالُ الخلقِ أجمعهم وكلهـم عنده عبـدٌ له آتـي
فمن بغى مطلباً من غير خالقه فهو الجهول الظلوم المشرك العاتي
والحمد لله ملء الكونِ أجمعـهِ ما كان منه وما من بعد قد ياتي

... ) ا.هـ
مدارج السالكين ( 1 / 521 ) .

قال شيخ الإسلام - طيب الله ثراه - :
( وَدِينُ الْإِسْلَامِ مَبْنِيٌّ عَلَى أَصْلَيْنِ :
عَلَى أَنْ يُعْبَدَ اللَّهُ وَحْدَهُ لَا يُشْرَكَ بِهِ شَيْءٌ ،
وَعَلَى أَنْ يُعْبَدَ بِمَا شَرَعَهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ .
وَهَذَانِ هُمَا حَقِيقَةُ قَوْلِنَا :
" أَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ " .
فَالْإِلَهُ هُوَ الَّذِي تَأْلَهُهُ الْقُلُوبُ ، عِبَادَةً ، وَاسْتِعَانَةً ، وَمَحَبَّةً ، وَتَعْظِيمًا ، وَخَوْفًا ، وَرَجَاءً ، وَإِجْلَالًا ، وَإِكْرَامًا .
وَاَللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - لَهُ حَقٌّ لَا يَشْرَكُهُ فِيهِ غَيْرُهُ فَلَا يُعْبَدُ إلَّا اللَّهُ ،
وَلَا يُدْعَى إلَّا اللَّهُ ، وَلَا يُخَافُ إلَّا اللَّهُ ،
وَلَا يُطَاعُ إلَّا اللَّهُ .
وَالرَّسُولُ هُوَ الْمُبَلِّغُ عَنْ اللَّهِ - تَعَالَى - أَمْرَهُ ، وَنَهْيَهُ ، وَتَحْلِيلَهُ ، وَتَحْرِيمَهُ ؛
فَالْحَلَالُ مَا حَلَّلَهُ ،
وَالْحَرَامُ مَا حَرَّمَهُ ،
وَالدِّينُ مَا شَرَعَهُ ؛
وَالرَّسُولُ وَاسِطَةٌ بَيْنَ اللَّهِ وَبَيْنَ خَلْقِهِ فِي تَبْلِيغِ أَمْرِهِ وَنَهْيِهِ ، وَوَعْدِهِ وَوَعِيدِهِ ، وَتَحْلِيلِهِ وَتَحْرِيمِهِ ؛ وَسَائِرِ مَا بَلَّغَهُ مِنْ كَلَامِهِ ... )
ا.هـ
" مجموع الفتاوى "
( 1 / 365

قال شيخ الإسلام - طيب الله ثراه - :
وَأُمُورُ النَّاسِ تَسْتَقِيمُ فِي الدُّنْيَا مَعَ الْعَدْلِ الَّذِي فِيهِ الِاشْتِرَاكُ فِي أَنْوَاعِ الْإِثْمِ أَكْثَرُ مِمَّا تَسْتَقِيمُ مَعَ الظُّلْمِ فِي الْحُقُوقِ وَإِنْ لَمْ تَشْتَرِكْ فِي إثْمٍ ؛
وَلِهَذَا قِيلَ :
إنَّ اللَّهَ يُقِيمُ الدَّوْلَةَ الْعَادِلَةَ وَإِنْ كَانَتْ كَافِرَةً ؛ وَلَا يُقِيمُ الظَّالِمَةَ وَإِنْ كَانَتْ مُسْلِمَةً .
وَيُقَالُ :
الدُّنْيَا تَدُومُ مَعَ الْعَدْلِ وَالْكُفْرِ وَلَا تَدُومُ مَعَ الظُّلْمِ وَالْإِسْلَامِ .
مجموع الفتاوى ( 26 / 146)[/b]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
[color=cyan][b][i]الدرر الروحية من زخائر شيخ الإسلام ابن تيمية [/i][/b][/color]
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الجنة :: روضة العلم :: منتدى الروضه العام-
انتقل الى: