( 5)
محمد رشيد رضا
ترجمته
هو محمد رشيد رضا البغدادي ولد سنة 1282هـ في قرية قلمون على شاطئ البحر جنوب طرابلس الشام
وهو تلميذ لمحمد عبده العقلاني
ولهذا الرجل مراحل شتى
1) تصوفــــــــه
فقد ذكر ابراهيم العدوي عنه (( ..صعدت الى غرفة خلوتي وأتممت قراءة مابلغته من الإحياء وفيه ذلك البحث البليغ العظيم التأثير عن الفناء والتوحيد !!! فماأتممته إلا وشعرت بأنني في عالم آخر من اللذة الروحية وأنه لم يبق لي وزن فكأني روح بلاجسم )) ( المدرسة العقلية للرومي 173)
ومع ذلك فكان ينكر على الصوفية ويحذر من التبرك بالقبور ويأمر بقطع الأشجار التي يتبرك بها العوام .
2) العروة الوثقى
ثم قرأ هذه المجلة المشبوهة التي أسسها الأفغاني الماسوني وتلميذه وقال عن ذلك :
(( ..كان همي قبل ذلك محصوراً في تصحيح عقائد المسلمين ونهيهم عن المحرمات وحثهم على الطاعات وتزهيدهم في الدنيا .... فتعلقت نفسي بعد ذلك بوجوب إرشاد المسلمين الى المدنية ...الخ ))
( تاريخ الأستاذ الإمام رشيد رضا (1/84)
وتعلق تعلقاً شديداً بأهل البدع والضلال ( الأفغاني وعبده )
ثم توفي الرافضي الأفغاني فرحل رشيد رضا الى تلميذه محمد عبده لتلقي الحكمة منه !!!
( وهنا يتضح خطر اهل البدع والضلال فلذلك حذر السلف من مصاحبتهم وقراءة كتبهم والتتلمذ على الداعية منهم ))
( تاريخ الأستاذ الإمام رشيد رضا 1/998)
فالتقى به واقترح عليه تفسيراً للقرآن فأجابه الى تفسير بعض الآيات ثم توفي فأكملها عن شيخه وخالفه في منهجه واستمر على كثير من أفكاره .
3) المنار وطبع كتب السلف ودفاعه عن السلفية
وغايته من المنار هو السير على منهج العروة الوثقى فنشر فيها فكر شيخه وبث أفكاره .
وكان يحذر من البدع والخرافات مع وقوعه في كثير منها .
وله مؤلفات كثيرة نشر فيها عقيدة شيخه
وكان ينشر في المقابل كتب ورسائل أهل السنة حيث طبع بعض كتب ابن تيمية وابن القيم ومحمد بن عبد الوهاب حتى سماه خصومه ( بالوهابي )
ورد على الرافضة ودافع عن الدعوة السلفية في كتابين ( الوهابيون والحجاز) ( والوهابية والرافضة )
وتأثر بهذه الكتب فنشبت الخصومة بينه وبين تلاميذ شيخه العقلانيين
( كف يكل وعبد العزيز جاويش ومحمد فريد وجدي وسلامه موسى النصراني الفاجر وغيرهم )
فحاربوه في مجلاتهم المعادية للإسلام الصحيح
ثم انتهت الخصومة بين هيكل وجاويش ومحمد رشيد رضا . !!!!( لأسباب غير معلومة )
وخالف شيخيه في أمور منها موقفه من الإحتلال النصراني للبلاد الإسلامية وموقفه من مصطفى مال أتاتورك عدو الإسلام الذي أزال حكومة العثمانيين الخرافية .
ولكن الرجل بقي على كثير من أفكاره المخالفة للعقيدة الصحيحة .
فوجب التحذير منهـــــــــــــا .
رد: محمد عبده المصري والتحذيرمنه يااهل السنه
( 6
من ضلالات محمد رشيد رضا
2) رد أحاديث صحيحة زاعماً بأنها إسرائيليات
ومنها حديث الجساسة الذي في صحيح مسلم ( 18/78-85) بشرح النووي .
فقال عنه (( وأنه على تقدير صحته فليس له حكم المرفوع ))
ثم قال :
(( وكذا يقال في سائر أحاديث الدجال المشكلة ))
( تفسير المنار 9/457) نقلاً عن ( المدرسة العقلية 1/320)
وحديث البخاري في تفسير ( قولوا حطة ) فرده بأن فيه علة إسرائلية !!!
وطعن في كعب الأحبار ووهب بن منبه وقال
(( ...عن كعب الأحبار الذي أدخل على المسلمين شيئاً كثيراً من الإسرائيليات الباطلة والمخترعة
وخفي على كثير من المحدثين كذبه ودجله لتعبده !!!))
وشكك في دينه بدون برهان ولادليل ؟؟؟( مجلة المنار 9/27-697)
( تفسير المنار 8/49)
مع أن جمهور المحدثين على توثيق كعب فقد خرج له مسلم في صحيحه
وأبوداوود والنسائي والترمذي .
أما وهب بن منبه فقال عنه الذهبي ( كان ثقة صادقاً كثير النقل من كتب الإسرائيليات )
ووثقه العجلي وابو زرعة والنسائي وابن حبان وغيرهم .
واتهم علماء الحديث الجهابذة بالغفلة والإغترار !!!!.
وليس كل مارواه كعب ووهب صحيح ولكنهما لايتعمدان الكذب
ولكن يخفى عليهم ذلك كما ذكر ابن الجوزي رحمه الله .( فتح الباري 13/335)
ومع ذلك فمحمد رشيد رضا ينقل عن التوراة أخباراً ويفسر بها مبهمات القرآن
كما وضح ذلك حسين الذهبي رحمه الله مع شدة نكيره على المحدثين .!!!! ( المدرسة العقلية 1/326)
3) تفسيره لآيات على رأي الخوارج والمعتزلة
في تفسير قوله تعالى
(( ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم .....الآيــــــــــــــــة ))
قال
(( وقد استكبر الجهمور خلود القاتل في النار وأوله بعضهم بطول المكث فيها وهذا يفتح باب التأويل
لخلود الكفار في النار فيقال إن المراد به طول المكث فيها )) ( تفسير المنار 5/341)
وقال في وعيد آكلي الربا
(( ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ))
(( مالوعيد هنا إلا كالوعيد بالخلود في آية قتل العمد وليس هناك شبهة على إرادة الإستحلال ))
( تفسير المنار 3/98)
حقيقة الإيمان وحكم مرتكب الكبيرة
قال ابن تيمية رحمه الله
((( فَصْلٌ ) : وَمِنْ أُصُولِ أَهْلِ السُّنَّةِ : أَنَّ الدِّينَ وَالْإِيمَانَ قَوْلٌ وَعَمَلٌ قَوْلُ الْقَلْبِ وَاللِّسَانِ ,
وَعَمَلُ الْقَلْبِ وَاللِّسَانِ وَالْجَوَارِحِ وَأَنَّ الْإِيمَانَ يَزِيدُ بِالطَّاعَةِ وَيَنْقُصُ بِالْمَعْصِيَةِ .
وَهُمْ مَعَ ذَلِكَ لَا يُكَفِّرُونَ أَهْلَ الْقِبْلَةِ بِمُطْلَقِ الْمَعَاصِي وَالْكَبَائِرِ كَمَا يَفْعَلُهُ الْخَوَارِجُ
بَلْ الْأُخُوَّةُ الْإِيمَانِيَّةُ ثَابِتَةٌ مَعَ الْمَعَاصِي كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِي آيَةِ الْقِصَاصِ { فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ }
وَقَالَ : { وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ } { إنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ }
. وَلَا يَسْلُبُونَ الْفَاسِقَ الملي اسْمَ الْإِيمَانِ بِالْكُلِّيَّةِ وَلَا يُخَلِّدُونَهُ فِي النَّارِ كَمَا تَقُولُهُ الْمُعْتَزِلَةُ بَلْ الْفَاسِقُ يَدْخُلُ فِي اسْمِ الْإِيمَانِ
فِي مِثْلِ قوله تعالى : { فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ } .
وَقَدْ لَا يَدْخُلُ فِي اسْمِ الْإِيمَانِ الْمُطْلَقِ كَمَا فِي قوله تعالى
{ إنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إيمَانًا } وَقَوْلُهُ
" { لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلَا يَسْرِقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلَا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلَا يَنْتَهِبُ نُهْبَةً ذَاتَ شَرَفٍ يَرْفَعُ النَّاسُ إلَيْهِ فِيهَا أَبْصَارَهُمْ حِينَ يَنْتَهِبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ } .
وَيَقُولُونَ : هُوَ مُؤْمِنٌ نَاقِصُ الْإِيمَانِ أَوْ مُؤْمِنٌ بِإِيمَانِهِ فَاسِقٌ بِكَبِيرَتِهِ ;
فَلَا يُعْطَى الِاسْمَ الْمُطْلَقَ وَلَا يُسْلَبُ مُطْلَقَ الِاسْمِ . )) ( الواسطيــــــــــــــــــــــــــــة )
وهو مع ذلك يرى أن الربا المقصود هو ربا الجاهلية أضعافاً مضاعفة فقط !!!
استجابة لرأي شيخيه ( تاريخ الأستاذ الإمام محمد عبده 1/944 )
( نابغة الشرق الأفغاني !! لأبي رية ص98) عن ( المدرسة العقلية ص 380)
معدل تقييم المستوى: 2
رد: محمد عبده المصري والتحذيرمنه يااهل السنه
( 7)
موقف محمد رشيد رضا من المعجزات النبوية ( البراهين )
يرى رشيد رضا أن البرهان الوحيد على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم هو القرآن الكريم فقط
فيقول مدافعاً عن هيكل الذي جرد النبي صلى الله عليه وسلم من البراهين الدالة على نبوته في كتابه
( حياة محمـــــد ) !!
قال
(( أهم ماينكره الأزهريون والطرقيون !!! على هيكل أو أكثره مسألة المعجزات أو خوارق العادات
وقد حررتها في كتاب ( الوحي المحمدي ) من جميع مناحيها .....
بماأثبت به أن القرآن وحده هو حجة الله القطعية على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم بالذات
ونبوة غيره من الأنبياء وآياتهم بشهادته لايمكن في عصرنا إثبات آية إلا بها
وأن الخوارق الكونية شبهة عند علمائه لاحجة !!!
لأنها موجودة في زماننا ككل زمان مضى وأن المفتونين بها هم الخرافيون من جميع الملل .....))
( مجلة المنارالمجلد 34 الجزء العاشر ص793) ( المدرسة العقلية ص558)
وهو موافق في ذلك لشيخه الضال محمد عبده المصري العقلاني .
قال شيخ الإسلام رحمه الله
((فَالْأَحْوَالُ الرَّحْمَانِيَّةُ وَكَرَامَاتُ أَوْلِيَائِهِ الْمُتَّقِينَ يَكُونُ سَبَبُهُ الْإِيمَانَ فَإِنَّ هَذِهِ حَالُ أَوْلِيَائِهِ .
قَالَ تَعَالَى : { أَلَا إنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ } { الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ }
وَتَكُونُ نِعْمَةً لِلَّهِ عَلَى عَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ فِي دِينِهِ وَدُنْيَاهُ فَتَكُونُ الْحُجَّةَ فِي الدِّينِ وَالْحَاجَةَ فِي الدُّنْيَا لِلْمُؤْمِنِينَ
مِثْلَمَا كَانَتْ مُعْجِزَاتُ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم : كَانَتْ الْحُجَّةَ فِي الدِّينِ وَالْحَاجَةَ لِلْمُسْلِمِينَ
مِثْلُ الْبَرَكَةِ الَّتِي تَحْصُلُ فِي الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ كَنَبْعِ الْمَاءِ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ
وَمِثْلُ نُزُولِ الْمَطَرِ بِالِاسْتِسْقَاءِ وَمِثْلُ قَهْرِ الْكُفَّارِ وَشِفَاءِ الْمَرِيضِ بِالدُّعَاءِ
وَمِثْلُ الْأَخْبَارِ الصَّادِقَةِ وَالنَّافِعَةِ بِمَا غَابَ عَنْ الْحَاضِرِينَ وَأَخْبَارُ الْأَنْبِيَاءِ لَا تَكْذِبُ قَطُّ .
وَأَمَّا أَصْحَابُ الْأَحْوَالِ الشَّيْطَانِيَّةِ فَهُمْ مِنْ جِنْسِ الْكُهَّانِ يَكْذِبُونَ تَارَةً وَيَصْدُقُونَ أُخْرَى
وَلَا بُدَّ فِي أَعْمَالِهِمْ مِنْ مُخَالَفَةٍ لِلْأَمْرِ .
قَالَ تَعَالَى : { هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ } { تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ } الْآيَتَيْنِ .
وَلِهَذَا يُوجَدُ الْوَاحِدُ مِنْ هَؤُلَاءِ مُلَابِسًا الْخَبَائِثَ مِنْ النَّجَاسَاتِ وَالْأَقْذَارِ الَّتِي تُحِبُّهَا الشَّيَاطِينُ وَمُرْتَكِبًا لِلْفَوَاحِشِ أَوْ ظَالِمًا لِلنَّاسِ فِي أَنْفُسِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ وَغَيْرِ ذَلِكَ .
وَاَللَّهُ تَعَالَى قَدْ حَرَّمَ : { الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ } الْآيَةَ .
وَأَوْلِيَاءُ اللَّهِ هُمْ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ رِضَاهُ بِفِعْلِ الْمَأْمُورِ وَتَرْكِ الْمَحْظُورِ وَالصَّبْرِ عَلَى الْمَقْدُورِ وَهَذِهِ جُمْلَةٌ لَهَا بَسْطٌ طَوِيلٌ لَا يَتَّسِعُ لَهُ هَذَا الْمَكَانُ . وَاَللَّهُ أَعْلَمُ . ))
( 1/83)
منقول لأصحاب العقول